تعريف الترجمة
الترجمة هي نقل جميع المعلومات الموجودة في لغة معيّنة تدعى اللّغة المصدر إلى لغة أخرى تدعى اللّغة الهدف وتعود جذورها إلى العصور القديمة. وتتطلب هذه العمليّة انتباهًا للتفاصيل الموجودة إذ لا يمكن الترجمة عشوائيًّا، بل على المترجم الأخذ بعين الاعتبار عوامل عدّة كالفرق في الثقافة والتاريخ والمواضيع الحساسة لكلّ لغة يتقنها ويترجم منها وإليها باحتراف.
لطريقة الترجمة نظريات عدّة، منها ما يشيد بأنّ الترجمة الصحيحة هي عند تفكيك المعنى عن المبنى وأخرى تشيد بأنّ الترجمة الحرفية هي الترجمة الصحيحة إذ إنّ المترجم يكون وفيًّا للنص الأصلي وكاتبه أو كاتبته ولا يعتبر خائنًا لهما. إنّما، يتّفق الجميع على أنّ الترجمة السليمة هي الترجمة التي تحافظ على المعنى ولا تحتوي على أي أخطاء أو تراكيب جمل غير مفهومة، وأنّ على النص الهدف ألّا يبدو مترجمًا، بل أن تكون صياغته سليمة وطبيعيّة ومفهومة.
اطّلع على خدمات الترجمة التي تقدمها شركة ليدرز!
شروط الترجمة
ينبغي على المترجمين الانتباه على عوامل عدّة تلعب دورًا أساسيًّا في فهم النص المترجم واعتباره نصًّا ملائمًا بهدف الحصول على ترجمة سليمة وصحيحة ودقيقة. حيث تعتبر شروط الترجمة هي ما تجعل من المترجم متمرّسًا ويضمن أن تكون النتيجة نصًّا مفهومًا وفيه جميع المعلومات الصحيحة واللّازمة.
اقرأ أيضًا: تعلم الترجمة من مستوى الصفر حتى الاحتراف
شروط الترجمة الصحيحة والسليمة:
-
دراية المترجم بمصطلحات اللّغات التي يترجمون منها وإليها، وهذا يحصل عادةً عندما يقرأ المترجمون بانتظام ويبقون على اطّلاع على جميع المصطلحات ويصبحون قادرين على فهم الكلمات والتعابير بطريقة صحيحة ونقلها بالطريقة المناسبة، متجنّبين أي خطأ شائع أو خطأ فهم قد يغيّر المعنى بالكامل ويضلّل القارئين.
-
تمكن المترجم من قواعد اللغة والكتابة السليمة في جميع اللّغات التي يتقنها، فالأخطاء الإملائيّة والتي لها علاقة بالقواعد تعكس ضعف المترجمين ما يعكس قلّة خبرتهم أيضًا. فقواعد اللغة هي جزءًا لا يتجزّأ من الترجمة ولا يمكن للمترجمين أن يكونوا ناجحين من دونها، فيمكن لخطأ إملائيّ أو خطأ قواعدي واحد أن يؤدّي إلى الفهم الخاطئ وغير السليم وقد يؤدّي أحيانًا إلى تغيير معاني الجمل بالكامل.
-
ثقافة المترجم ودرايته بالأحداث التي تجري في مختلف البلدان واطلاعه على الثقافات المتعدّدة للّغات التي يترجمون منها وإليها. فالمترجم المحترف هو المتمكن من الترجمة بطريقة تناسب القراء، ولديه علم بتاريخ وثقافة البلدان، وقادر على انتقاء المصطلحات المناسبة التي تحمل أكثر من معنى قد يكون حساسًا للبعض.
-
معرفة المترجم بمجالات مختلفة، فقلّة المعرفة قد تنعكس في المصطلحات المستخدمة وأخطاء الفهم والتحليل أحيانًا، وثمّة مجالات لا يمكن أن يترجمها إلّا الذين قد تخصّصوا بها ودرسوها بعمق.
-
قدرة المترجم على فهم وتحليل النص بالكامل قبل البدء، فإن لم يفهم النص في اللّغة المصدر بشكل صحيح، فسوف ينعكس الأمر سلبًا على ترجمته، إذ إنّ القارئين لن يفهموا النص وسيدركون حالًا أنّه مترجم وأنّ الشخص الذي ترجمه لم يفهمه بدوره. على المترجمين فهم النص وسبب كتابته ووجهة نظر الكاتب، ونقل فهمه بطريقة محايدة تمامًا ومفهومة للقارئ.
-
فهم المترجم لخصائص الترجمة المهمّة كعدم ترجمة المصطلحات حرفيًّا، لأنّ بعضها لن يكون له المعنى عينه أو قد لا يكون له أي معنى من الأساس، ما قد يضلّل من يقرأ ويسبب بعدم فهم المحتوى، كما وتعتبر الترجمة الحرفيّة من الأمور التي يجب تفاديها لانّها تظهر ضعفًا بالنص ومترجمه.
-
عدم اعتماد المترجم على الترجمة الهمجيّة أي كتابة كلمة غير موجودة في اللّغة الهدف ولا معنى لها، وهذا ينطبق على ترجمة أسامي المؤسسات والشركات الأجنبيّة وأسامي المناطق والبلدان في بعض الأحيان. على المترجم التأكّد من وجود المصطلحات في اللّغة الهدف.
-
انتباه المترجم من التفسير الخاطئ الذي يعني الترجمة الخاطئة للكلمة أو المصطلح أو العبارة أو الفقرة كاملة أحيانًا، ما يؤدّي إلى تحويل وجهة نظر الكاتب أو الكاتبة بالكامل وتضليل المعنى الأساسيّ للنصّ. يعتبر التفسير الخاطئ من الأخطاء الشائعة لدى المبتدئين وهذا كفيل بفشل عمليّة الترجمة.
-
تجنب المترجم للحشو الكلامي وإضافة كلمات وعبارات لا معنى لها ظنًّا منه أنّها ستضفي قيمة للنصّ. كما على المترجم ألّا يختصر الكثير من النص فينقص من معناه.
-
قراءة المترجم العنوان وإلقاء نظرة على المصدر لفهم المعنى العام والسياق، فعند فهم السياق والمعنى العام للنص يمكن للمترجمين نقل المعنى بصورة صحيحة. من المفيد أيضًا أن يجري المترجمون بحثًا صغيرًا عن الموضوع باللّغتين لمعرفة كيفيّة استخدام المصطلحات بالشكل السليم ولتفادي المصطلحات التي قد تكون غير مناسبة، إذ لمعظم المواضيع مصطلحاتها الخاصة.
-
قدرة المترجم على بناء هيكل النص من خلال تحديد المقدمة وعدد الفقرات والشخصيات وأماكن الأحداث والأساليب وغيرها من العوامل التي قد تساعدهم على فهم النص أكثر وترجمته بالطريقة الصحيحة والملائمة.
اقرأ أيضًا: افضل موقع للترجمة الصحيحة بدون اخطاء
مبادئ الترجمة
على المترجمين اتباع مبادئ الترجمة لضمان حصولهم على نتيجة جيّدة وترجمة سليمة. منها:
-
مبادئ اللّغة: على المترجمين معرفة الاختلاف في طريقة كتابة الجمل وصياغتها من لغة إلى أخرى واحترامها جميعها. إذ تتغير اللّغات من حيث تركيبة الجمل واستخدام أدوات الوقف والإعراب والكثير غيرها، لذلك، على المترجمين التمييز وإعطاء كلّ لغة حقّها.
-
استخدام أدوات الترجمة: على المترجمين عدم الاستغناء عن الأدوات التي تساعدهم على فهم المحتوى والمصطلحات بشكل سليم، إذ يعتمد المترجمون على أدوات ترجمة معيّنة تساعدهم على الترجمة بطريقة مفهومة وصحيحة.
-
الكتابة السليمة: لا يمكن للمترجمين احتراف هذه المهنة إلّا إن كانوا يعلمون كيفيّة الكتابة بطريقة سليمة وبطلاقة، وهذا من أهم المبادئ، حيث سيبدو النص ركيكًا وغير مفهوم، مما سيفشِل العمل برمّته.
-
الاختصاص: من مبادئ الترجمة الصحيحة والناجحة هي أن يكون المترجمون متخصّصين بنوع من أنواع الترجمة، ما يضمن ترجمة صحيحة وسليمة ودقيقة للنصوص.
-
فهم الكاتب للنص: على المترجمين وضع أنفسهم مكان الكاتب والحقبة والظروف والأحداث والقصّة التي مرّ بها. من هنا، سيستطيع المترجم فهم النص وترجمته بطريقة أفضل.
-
تحديد أنواع الترجمة: قبل المباشرة بأي عمل، على المترجم تحديد نوع النص ليتمكن من تحديد الطريقة التي سيترجم بها، يحيث تكون متناغمة مع نوع النص المصدر.
-
مراجعة النص وتدقيقه: قبل تسليم أي عمل، على المترجم المحترف مراجعة ترجمته وتدقيقها ليتأكد من عدم وجود أي خطأ مطبعي أو إملائي أو أخطاء من نوع آخر قد تؤثر على جودة العمل وفهمه.
اقرأ أيضًا: الترجمة وتحدياتها وأبرز الحلول للتغلب عليها
بعض أخطاء الترجمة الشائعة
تختلف أخطاء الترجمة الشائعة من لغة إلى أخرى، إنّما البعض منها تطبَّق على جميع اللّغات. في اللّغة العربيّة، الأخطاء الشائعة كثيرة وعلى المترجمين والكاتبين توقّي الحذر إذ تدلّ على عدم اتقان اللّغة. من أخطاء الترجمة الشائعة في اللغة العربية:
-
عدم البدء بالفعل
-
استخدام أكثر من مضاف للمضاف إليه
-
عدم استخدام الواو والفواصل بطريقة صحيحة عند الترقيم
-
عدم وضع المفعول المطلق
-
تأخير الفاعل وتقديم ضميره عليه
-
عدم وضع تنوين النصب دائمًا
-
البدء بالنكرة للترجمة الحرفيّة للغات أخرى
-
استخدام لا زال بدل ما زال التي تدلّ على الاستمراريّة
-
استخدام أيّة مع المؤنّث
-
استخدام كلمة "بالنسبة" بالطريقة الخاطئة
-
الاستخدام العشوائي للكاف وبشكل خاطئ
-
استخدام "من قِبل" نقلًا عن اللغات الأجنبيّة
-
استخدام "تمّ" في السياق التي لا تعني "اكتمل"
-
استخدام "على الرغم من" بدل "برغم" أو "رغم"
-
عدم كسر الهمزة بعد فعل القول والقسم
-
إهمال الفرق بين الأفعال من حيث اللّزوم والتعدّي
-
استخدام كلمة "عبر" بالطريقة الخاطئة
-
استخدام كلمة "ضدّ" عشوائيًّا
-
ترجمة جميع المرادفات (يكفي ترجمة مرادف واحد إن كانت لجميعها المعنى نفسه)
-
استخدام "جميع" بعد الاسم فهي تأتي قبله
-
استخدام "كلّ" قبل الاسم فهي تأتي بعده
-
استخدام "كافة" قبل الاسم فهي تأتي بعده ويفضّل استخدامها للجمع العاقل
-
عدم تصريف الأفعال بالطريقة الصحيحة
-
عدم حذف حروف العلّة عند الضرورة
-
الترجمة الحرفيّة
-
المبالغة في المرادفات
-
ترجمة النقاط والفواصل
-
الحذف والإضافة عشوائيًّا
-
عدم التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل ككتابة "إسم" و" إبن" بدلًا من "اسم" و "ابن"
-
عدم استخدام تنوين النصب بعد الأعداد التي تلي العشرات واستخدامها مع المئات والألوف
-
إضافة ألـ التعريف إلى "غير"
-
عدم استخدام تنوين النصب مع الأسماء النكرة
-
استخدام التاء الطويلة والتاء المربوطة بالشكل الخطأ
-
استخدام حين وأخواتها (وقتها/ عندها/ يومها، إلخ) حيث يجب استبدالها بحينئذٍ ووقتئذٍ ووعندئذٍ ويومئذٍ
-
استخدام الباء وال"في" بطريقة عشوائيّة
-
عدم حذف النون في الأفعال الخمسة
-
معاملة جمع غير العاقل معاملة جمع العاقل
-
استخدام "أبدًا" بشكل عشوائيّ، إذ "قطّ" هي للماضي و"أبدًا" للحالات الأخرى
-
استخدام حروف الجر بشكل خاطئ، كقول يفكّر "ب" بدلًا من يفكر "في"
-
قول يشعر أنّ، فالكتابة الصيحة هي يشعر بأنّ
-
سوء استخدام الصفات كقول "صحافي"، بدلًا من صحفي
-
كتابة نفس الشيء - ذات الأمر، فـ "نفس" و"عين" و"ذات" تتبع الموصوف (الشيء نفسه - الأمر ذاته، وهكذا)
-
كتاب "دون" بينما الصحيح كتابة "من دون" لأنّ "دون" تعني تحت أو أسفل
-
كتاب "لا شكّ" حيث أن الكتابة الصحيحة هي "لا شكّ في أن"
أنواع الترجمة
أنواع الترجمة عديدة ومختلفة وعادة ما تتطلّب تخصّص واحتراف، وهي:
الترجمة العلمية: الترجمة العلمية هي الترجمة التي تتناول المواضيع العلميّة كالطب والكيمياء والعلوم الحياتيّة والفيزياء على سبيل المثال، وتتعلّق بالعلوم النظريّة والتطبيقيّة أيضًا. تعتبر الترجمة العلمية من أصعب أنواع الترجمة إذ لها مصطلحاتها الخاصة وعلى المترجمين أن يكونوا متخصّصين بالمجال العلمي لأنّه قد يصعب فهم بعض المصطلحات العلمية إن لم يكن الشخص متمرّسًا ولديه خلفية واسعة في المصطلحات والمعاني.
الترجمة السياسية: الترجمة الساسيّة هي الترجمة التي يكون محتوى النص المصدر سياسيًّا، وعلى المترجمين أن يكونوا متخصّصين في مجال السياسة وعلى اطلاع بآخر الأخبار، إذ تعتبر السياسة لغة بحدّ ذاتها وعلى جميع من يتناول مواضيعها أن يكون ملمًّا بالسياسة ويعلم تاريخها وتطوّراتها. قد تكون ترجمة مقالات أو تقارير أو تصريحات أو شعارات أو غيرها.
الترجمة التحريرية: الترجمة التحريرية هي ترجمة النصّ الكتابيّ من لغة المصدر إلى لغة الهدف وعلى المترجمين إتقان لغة المصدر والدراية بمصطلحاتها للنجاح بنقل المعلومات بشكل سليم ودقيق وواضح.
الترجمة الشفهية: الترجمة الشفهية أو الترجمة الفورية هي ترجمة المحتوى الشفهي لا الكتابيّ. وعلى المترجمين الشفهيّين أن يمتلكوا المواصفات اللّازمة مثل الذاكرة الجيّدة والسرعة والدقة والقدرة على الفهم والتحليل. هذه الترجمة تستخدم في المؤتمرات والتدريبات وفي مناسبات عديدة ولها أكثر من نوع، منها الترجمة التتابعيّة والمنظورة على سبيل المثال.
الترجمة التتبعية: الترجمة التتبعية هي نوع من أنواع الترجمة الشفهية حيث يستمع المترجم إلى المتحدّث أو المتحدّثة ويترجم ما يُقال بعد انتهاء كلّ جملة أو فقرة بعد تدوين الملاحظات والمعلومات المهمّة مثل التواريخ والأماكن. قد تستخدم هذه الخدمات في مؤتمرات أو اجتماعات أو تدريبات أو في العديد من المناسبات.
الترجمة الفورية: الترجمة الفورية أو الترجمة الشفهية هي ترجمة المحتوى الشفهي على الفور وعلى المترجم الفوري التمتّع بسمات معيّنة كالسرعة والدقة والذاكرة القويّة والفهم والقدرة على نقل المعنى بشكل سريع ولغة سليمة.
الترجمة المنظورة: الترجمة المنظورة هي ترجمة النصوص المكتوبة إلى ترجمة شفهية بلغة أخرى بعد قراءتها، وتُستخدم الترجمة المنظورة في الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات الأخرى.
ترجمة لغة الإشارة: هي ترجمة لغات الإشارة المستخدمة للصمّ أو للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع إلى لغة مكتوبة ومقروءة، وتستخدم هذه الترجمة في الحملات والمؤتمرات والاجتماعات على سبيل المثال.
احصل على خدمة الترجمة الطبية التي تقدمها شركة ليدرز
احصل على خدمة الترجمة الهندسية التي تقدمها شركة ليدرز
تعلم الترجمة
على الراغبين بتعلّم الترجمة بطريقة صحيحة الالتحاق بكليّات أو دورات ترجمة تتيح لهم تعلم كلّ ما يتعلّق بأساليب الترجمة وشروطها ومبادئها بالشكل الصحيح. كما ويمكنهم المشاركة في تدريبات متخصّصة بتعليم الترجمة للمبتدئين وأصحاب المستويات المتوسطة والمتقدمة الراغبين باحتراف مهنة الترجمة.
إنّما، هذا ليس الشرط الوحيد، فيمكن لمن يريد تعلم الترجمة أن يبدأ بالقراءة ودراسة الثقافات المختلفة وتراكيب الجمل والمصطلحات وتميّزات اللّغات. وعليه إتقان لغة المصدر ولغة الهدف، واعتماد المعاجم والأدوات المناسبة للترجمة، وقراءة النصوص المترجمة لرصد كيفيّة ترجمة المعاني والمصطلحات والعبارات والجمل، والابتعاد عن لغة المصدر وقراءة النص المترجم في النهاية لمعرفة ما إذا كان المعنى واضحًا.
عند اتّباع على هذه الخطوات والتمرّن عليها، يمكن لمن يرغب بتعلّم الترجمة النجاح بتعلمها من تلقاء نفسه، إذ كلّما كثرت تمارينه، كلّما ازدادت فرص احترافه مهنة الترجمة.
اقرأ أيضًا: كيف اصبح مترجم؟ تعرف على مهارات وصفات المترجم الناجح ومجالات عمل المترجمين