يحتضن عالمًنا اليوم 195 دولة وما يُقارب 7139 لغة! يتعامل كلّ منها مع الآخر بشكل يومي وفي مختلف الأمور والأعمال والقطاعات والدّيانات والسّياسات وغير ذلك الكثير، ولكن، كيف يتعامل كل من الدّول والأفراد مع الغير من الأفراد والدول ممن لا يتكلمون لغتهم؟ أو إذا التقى شخص بشخص آخر لا يُجيد أي لغة ما عدا لغته الأم؟ أو بالأحرى، ماذا يحصل عندما يجتمع عدّة أشخاص أو مجموعات لا يتكلم أي منهم لغة الآخر؟ هُنا يأتي دور الترجمة الفورية.
احصل على خدمة الترجمة الفورية التي تقدمها شركة ليدرز
ما هي الترجمة الفورية؟
يكمن معنى الترجمة الفورية في اسمها، فهي أن يقوم المترجم بنقل الكلام من لغة إلى أخرى بشكل مُباشر وفوري، أي في آن صدورها من مصدرها، سواء كان ذلك المصدر شفويًا أم خطّيًا. ويُعدّ المترجم الفوري وسيطًا للتفاهم والتحاور بين الناس ممن لا يشتركون في لغة واحدة ومُيسّرًا لصقل التّفاعل المباشر والسريع بينهم. كما للترجمة الفورية أنواع عدّة، من أبرزها التّرجمة التّزامنية والتّرجمة التّتابعية:
- التّرجمة التزامنية: هي ترجمة ما يصدر من كلام في وقت صدوره، ويقوم المترجم هنا بالاستماع والترجمة في نفس الوقت.
- الترجمة التتابعية: هي ترجمة الكلام بعد توقف المتحدّث بعد كل جملة أو فقرة.
اطّلع على خدمات الترجمة التي تقدمها شركة ليدرز!
وكغيرها من أنواع التّرجمة، لا تخلى التّرجمة الفورية من الصعوبات والمشاكل والتحدّيات، بل وقد تكون الترجمة الفورية من أكثرها حدّة وإجهادًا، فتتطلب جميع أنواع الترجمة الكثير من العلم والمعرفة والإتقان، فما بالك عندما ينبغي على المترجم أن يُترجم بشكل مُباشر وفوريّ؟ إذا، فما هي مشاكل الترجمة الفورية وحلولها؟ وما هي الأخطاء الشائعة في الترجمة الفورية؟ وما المشاكل التي يقابلها المترجم القانوني؟ وهل يُعقل أن يوجد مترجم فوري بدون أخطاء؟ ذلك ما سنتطرّق إليه في هذه المقالة.
اقرأ أيضًا: الترجمة الفورية: أنواعها وتقنياتها وصعوباتها وكيفية احترافها
بينما تتشارك جميع أنواع التّرجمة في مشكلة الترجمة الخاطئة، إلّا أن مشاكل الترجمة الفورية تُمثّل عبئًا أثقل على من يُريد اتقانها، فتكمن معظم مشاكل الترجمة الفورية بسرعة التفكير واتّخاذ القرارات الحاسمة في نفس اللحظة، وإلّا كانت العواقب وخيمة، ولذلك، ينبغي على المُترجم الفوري امتلاك مهارات إضافية عدا عن تلك التي يملكها أي مترجم عادي.
ما هي مشاكل الترجمة الفورية؟
نُطلعكم في هذه المقالة ببعض مشاكل الترجمة الفورية وحلولها لتتعرّفوا عليها ولتبذلوا قصارى جهدكم بالتغلّب عليها إذا ما أردتم احتراف هذا النّوع من التّرجمة:
ما هي أبرز 5 مشاكل في التّرجمة الفورية؟
الاختصاص
إن من أبرز مشاكل الترجمة الفورية أن يقفز المترجم ويباشر بعمله كمترجمٍ فوري من دون اعتبارٍ لمجال تخصصّه وعلمه، وذلك من الأخطاء الشائعة في الترجمة الفورية، فلا يُعد من المنطقي مثلًا أن يذهب المترجم الفوري للعمل في مؤتمرٍ طبّي، بينما هو مُتخصّص بالقانون أو العكس، إذ يتعيّن على المُترجم الفوريّ أن يكون مُلمًّا بالتّخصص الذي سيقوم بالترجمة ضمن مجاله ومتعمّقًا بالمصطلحات الخاصّة به، فكيف له ترجمة ما لا معرفة له به؟ وخصوصًا عندما لا يكون الوقت مُسعفًا لأن يقوم بأي نوع من البحث.
اقرأ أيضًا: أنواع الترجمة شروطها وأبرز المشاكل الشائعة عند الترجمة للعربية
الثّقافة والمعرفة
قد يحظى المترجم الفوري بالعلم والاختصاص المناسبَين واللازمَين لنجاح عملية الترجمة الفورية، إلّا أن ذلك يغدو بلا جدوى إذا لم يكن المُترجم ذو علمٍ بثقافات اللغات التي يُترجم منها وإليها وبقواعدها وبالعبارات والمصطلحات الشائعة بها وطرق استخدام كل منها، كما يضيع علمه واختصاصه سُدىً إذا لم يكن يفقه شيئًا بعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم. فمن أكبر أخطاء التّرجمة الفورية عدم دراسة المُترجم للمجتمعات التي تنتمي لها هذه اللغات حتّى يتعلّم طُرقهم وسلوكياتهم والأمور والمواضيع الشائعة بينهم، فذلك يؤثر على أسلوب ترجمته، وهو يُريد أن يُنجز مهمّته بالشكل والأسلوب الصّحيحَين باستيعابه للمعنى المرغوب من اللغة الّتي يُترجم منها وإيصالها بما يتناسب مع المجتمع الّذي يُترجم له.
اقرأ أيضًا: الترجمة وتحدياتها وأبرز الحلول للتغلب عليها
وقد تكون هذه من المشاكل التي يُقابلها المترجم القانوني أيضًا، فمثلًا، لا يكفي أن يعرف المترجم القانوني المصطلحات القانونية عند قيامه بالترجمة الفورية، بل يجب أيضًأ أن يكون على دراية بفرق المصطلحات والنّظم القانونية ما بين دول اللغات التي يُترجم منها وإليها.
الطّلاقة
ومن الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية والتي لا يُستهان بها عدم إتقان اللغات التي يُترجم منها وإليها وعدم ممارستها، فتتّصف كلمات المترجم بهذه الحالة بالبطء وعدم الوضوح، فإن من أبرز شروط التّرجمة الفورية، بل ومن أكثرها أهمّية؛ أن يكون المُترجم متمرّسًا بهذه اللغات وإتقان قواعدها ولفظها، وذلك حتّى تصل التّرجمة إلى مسامع المُنصتين بسلاسةٍ ودقّة ولتفادي الالتباس وسوء الفهم. فقد تكون الترجمة سليمة بكل معنى الكلمة، ولكن المترجم غير طليق في اللغة التي يُترجم إليها فيُربك المستمع.
احصل على خدمة الترجمة الأدبية التي تقدمها شركة ليدرز
الإصغاء
وغير ذلك من مشاكل الترجمة الفورية، ينبغي على المترجم الإنصات بدقّة وهدوء لكل كلمة صادرة عن المصدر لتنفيذ عملية الترجمة الفورية بطريقة صحيحة، وعليه التّركيز عند الإنصات حتى لا يُنقّص من الترجمة أو يُضيف إليها ما هو خارج عن النص الأصلي. ولمساعدة المُترجم على أداء مهمّته بنجاح، عادةً ما تُخصص له غرفة خاصّة معزولة عن ضجيج العالم الخارجي ليجلس فيها وينعم بالهدوء والتركيز الضروريّين لإنجاز غايته، وخصوصًا في المؤتمرات الكبيرة والعالمية.
سرعة اتّخاذ القرارات
تتميّز مهنة الترجمة الفورية بأنها تتطلب سرعة البديهة واتّخاذ القرارات، فمع سريان الكلام وعدم التّوقف، لن يكون هناكّ متّسع من الوقت لاتّخاذ القرارات التي تتعلق باختيار المصطلحات والكلمات وترتيب الجمل والصّيغ، بل ينبغي أن تتم العملية بسلاسة وسرعة. فخصوصًا في المؤتمرات الكبيرة مثلًا، حيث لا يوجد توقّف في الحديث، يبذل المترجم كل ما في وسعه في اتّخاذ القرارات ذات الصّلة حتى لا يفوته أي شيء.
وحتّى يتحقق هذا الشّرط وتجنّب ارتكاب الخطأ فيه، ينبغي الإيفاء بجميع النّقاط التي ذُكرت سابقًا. بل من أجل عدم اقتراف أي من الأخطاء التي وردت سابقًا، ينبغي الإيفاء بجميعها، فكلّها مكمّلة لبعضها، ويصعب تحقيق أي منها دون الآخر.
احصل على خدمة الترجمة الإبداعية التي تقدمها شركة ليدرز
إذًا لقد تعرّفنا على الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، فما حلولها؟
ما هي حلول مشاكل الترجمة الفورية؟
إنه من السهل إيجاد الحلول لمشاكل الترجمة الفورية أو أخطاء الترجمة الفورية، فسرعان ما تعلّم المترجم حلول هذه المشاكل والأخطاء، يُصبح بإمكانه تفاديها والتّطوير من نفسه ليتسلّق سلّم الخبرة بشكل أسرع.
قد تتمثل حلول مشاكل الترجمة الفورية أو أخطاء الترجمة الفورية بالآتي:
- "الاختصاص" لتجنّب ارتكاب النقطة الأولى من الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، يُفضّل أن يعمل المترجم الفوري ضمن مجال خبرته أو المجال الذي قام بدراسته أو التدرب عليه، وهكذا يضمن ألّا يتفاجأ بمواضيع وكلمات لا يعرفها أثناء الترجمة الفورية.
- "الثقافة والمعرفة" لتجنّب ارتكاب النقطة الثانية من الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، يجب أن يألف المترجم ثقافات الشعوب التي يُترجم لها.
- "الطلاقة" لتجنّب ارتكاب النقطة الثالثة من الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، يجب على المُترجم التّمرس باللغة والتدرب على سماعها والحديث بها، كما عليه دراسة اللغة وفهم قواعدها وقوانينها.
- "الإصغاء" لتجنّب ارتكاب النقطة الرابعة من الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، يكرر ما يفعله لتجنب اخطاء الترجمة الفورية في النقطة الثالثة بالممارسة، فبهذه الحالة، عليه ممارسة الإصغاء، ليس فقط للغة التي يُترجم إليها، بل لجميع نواحي الحياة، كما تتوفر تطبيقات وفيديوهات تدريبية على الإصغاء على شكل ألعاب وتحدّيات بطريقة ممتعة، فيمكن للمترجم الاستفادة منها عند الممارسة والتدريب.
- "سرعة اتّخاذ القرارات" لتجنّب ارتكاب النقطة الخامسة من الأخطاء الشّائعة في الترجمة الفورية، فنكرر مرّة الأخرى، الممارسة، وباستطاعة المترجم أيضًا الاستفادة من الفيديوهات والتطبيقات التي تٌساعد على تنمية مهارة اتّخاذ القرارات بسرعة.
اقرأ أيضًا: أهم نظريات الترجمة: الادبية والشفوية والحديثة وتطبيقاتها
ومن الجدير بالذّكر أنه لا يوجد مترجم فوري بدون أخطاء، فالمترجم بشر، والبشر يُخطئ، ولكن يجب أن يتعلم كيفية تصحيح أخطاء الترجمة الفورية التي يرتكبها سرعان ارتكابها حتى لا يحصل تصعيد لتلك المشكلة أو ذلك الخطأ.